أحببتها في بستان الورد فاخترتها وردةً من ذلك البستان المُْْزْهِر ، عشقاً ورونقاً ، واختارتني من بني البشر زاهدةً بكل البشر ، هي بشرٌ من دمٍ ولحم ... ولكنها زهرةٌ بأحاسيسها و أشجانها ....وعمرها في زمن الحب كعمر وردة في زمن التفتُح .. إنه عشقُ الورد للورد ...ولكن نغَّصته حسراتُ البعد.. فلم أرَها منذ زمنٍ بعيد ....أخذتها الديارُ البعيدة كما أخذتني الأحزان ُالغزيرة .. ابتعدتْ ببعد البعد مني كما اقتربتُ بقرب القرب من قلبها .. يا لها من معادلة جائرة بحق القلوب الحائرة ... بل المحترقة !!
ولكنها تعود كل حين وحين ..لتعطر أنفاسي وتنعش قلبي بعطر الياسمين ..فهي لا تريدني أن أموت كما أنها لا تريدني أن أحيا ...فإن تركتني دهراً متُّ وارتاحت الأشواق .. وإن عادت عشتُ ووهنت القلوب ... !!فذهبت لما احترت واحترقت شوقاً .. أناجي وردةً أحببتها كثيراً ...أشكو لها لوع الشوق و ألمَ الفراق و احتراقَ القلب وطول َالسهر و قلةَ الزاد وظلمَ المحبوب فقلت لها يا وردتي :
من عشقها عشقت الحياة ، ومن حبها امتدت بي الآمال ومن عبق شذى عطرها أتنسم نسيم الحب ومن نور وجهها أنظر طريق الأمل ... ومن حمرة خديها يغار الورد ...ليست إلا لك فابتسمي يا وردتي ...